الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة فعلها "الغرب الكافر": متى يلتفت مشاهير الرياضة والفن في تونس الى مأساة لاجئي سوريا؟

نشر في  04 سبتمبر 2015  (18:59)

على مختلف مشاربهم وانتماءاتهم وايديولوجياتهم، فقد عبّر عدد من المشاهير في العالم عن أسى وصدق كبيرين في تعاطيهما مع قضية اللاجئين السوريين ممن باتت أخبارهم تعلو "مانشات" الصحف ووكالات الأنباء، وتتصدّر عناوين كبرى القنوات التلفزية وشبكات الأخبار..وبعيدا عن اهتمام أهل الاختصاص، فان مأساة السوريين التي تعمّقت بحادثة غريق الرضيع الذي لفظته سواحل تركيا، فان مشاهير الكرة والأندية الرياضية في العالم بلغت قلوبها الحناجر من فرط الخوف على مصير شعب بات آيل الى التشتّت والتشرذم والانقسام بين نيران بشّار وهمجية التتار الجدد أو من سموا أنفسهم ب"داعش"..

تكلم كريستيانو رونالدو ليعبّر عن تضامن مطلق سيردفه بدعم دون شكّ وهو الذين لم يتوان عن فعل ذلك سابقا في مواقف مشابهة، وفتح بايرن مونيخ يديه العملاقتين تماما كما تاريخه واسمه ليحتضن اللاجئين ويخصّص مبدئيا ما قيمته مليون أورو لفائدتهم، ووقفت كتيبة ايطاليا يتصدرها بيرلو في دقيقة صمت احتراما لمعاناة لاجئي الشعب السوري، وكذلك فعل لاعبو منتخب البرتغال.ومازال الكثير ينوون فعل ما استطاعوا لحفظ ماء الوجه واظهار اهتمامهم بمأساة العصر الحديث..

هؤلاء وغيرهم كثير، لا يجمعهم بالاسلام والعروبة شيء غير احساسهم المفرط، وديدنهم في ذلك استغلال ثقل اسماءهم ونفوذهم لجرّ المجتمع الدولي الى الاهتمام بالقضية، أي نعم هذا ما صدر عمّن نسميهم بيننا ب"الغرب الكافر"..ولكن مدّعي العروبة ومنتسبي دين الاسلام اكتفوا ببعض تدوينات فايسبوكية أو بنشر متكرر لصورة الطفل الرضيع بعد العثور عليه..وغيره من الصبية الذين التصقوا بقطارات النمسا والمجر بحثا عما تبقى من أمل الحياة..وهذا تصرّف "استعراضي" من مشاهير العرب لا يسمن ولا يغني من جوع بالنسبة لأبناء الشام الفارّين من وطنهم.

لم نسمع أخبارا عن مبادرات فنانين ومشاهير رياضة عرب بتخصيص مساعدات عاجلة للاجئين، ولم تدر بخلدهم فكرة اجراء حفلات فنية أو مقابلة ودية تكون عائداتها للاجئين..

سنتحدث عن التونسيين أولا من منطق القرب الجغرافي وبالنظر الى وجود أعداد من السوريين بين ظهرانينا في تونس، وسنعرّج أيضا على باقي الأقطار العربية حيث يسعى المشاهير في كافة الاختصاصات الى حشد أرصدتهم البنكية ولا تعنيهم التفاتة الى المساكين ولاهم يحزنون.. طبعا الا ما رحم ربّك..

مرة أخرى تكون مثل هذه المواقف برهانا قاطعا على ضعف ضمير عربي "مستتر"..وقلة احساس من مشاهير الرياضة بقضايا وهموم الأمة المثقلة بالجراح..فكما يتهافت نجومنا على التقاط صور السيلفي. وسهرات ما بعد منتصف الليل، تمنينا أيضا أن ينددوا ولو بالكلام بما يجري من فظاعات لأنّ المرور الى الفعل يبقى أقرب في نظرنا الى أحلام اليقظة حتى لا نقول شيئا أخر...

طارق العصادي